لو جمعت عدد المواطنين في جميع دول مجلس
التعاون الخليجي (عدا المملكة) لوجدتهم لا يزيدون عن عدد سكان مدينة واحدة
من المدن الكبيرة في المملكة. ومع ذلك فإن لدى تلك الدول خمس شركات
للطيران، وقريباً السادسة إذ أسست خطوط جوية في الشارقة من قبل مستثمرين
(منهم سعوديون) ومن أغراض تأسيس الشركة تشغيل مطار الشارقة. وسوف تبدأ
"الخطوط العربية" وهذا اسمها أول رحلة لها في الأول من رمضان إلى مطار جدة.
نحن نمتلك جميع المكونات، سعوديون يرغبون
في الاستثمار (وقد ملوا من سوق الأسهم والمخططات العقارية) ومطار يحتاج إلى
تشغيل، لأنه يعمل بجزء من طاقته وسكان أحوج ما يكونون إلى خدمة جوية جديدة،
فلماذا لا نؤسس في مطار الدمام شركة طيران جديدة، ومئات المستثمرين يقفون
مستعدين لتمويل ذلك كله وخدمة وطنهم وتحقيق أرباح من أعمالهم. بل إن وجود
خطوط طيران مقرها الدمام كفيل بإيجاد جدوى اقتصادية لمشاريع أخرى مساندة
مثل فندق في المطار يجعله صالحاً لركاب الترانزيت ومن ثم يضاعف الحركة فيه،
وقطار سريع يربطه بالدمام والخبر فيقطع الطريق على باصات الخطوط الأجنبية
التي تنقل الركاب إلى مطار البحرين والدوحة.
لو أنك وقفت في إحدى المطارات الخليجية عند
وصول الرحلات إليها من دول آسيا أو شاهدت تلك الطائرات تغادر مطارات
المملكة لأصبت بالدهشة لأن أكثر هؤلاء الركاب معتمرون أو عمال مقر عملهم
السعودية (وليس دول الخليج)، يصلون إلى المطارات الخليجية على متن طائرات
تلك الشركات الخمس ثم تطير بهم الطائرة مرة أخرى بعد أن يصبح منطلق الرحله
مطار خليجي إلى جدة أو الرياض أو الدمام أو تطير بهم من مطارات المملكة إلى
المطارات الخليجية ثم إلى بلدانهم، طبعاً لا يمكن أن نقول أليست الخطوط
السعودية أولى بنقل هؤلاء الركاب الذين تنتهي رحلتهم أو تبدأ من السعودية
لأن الخطوط السعودية ليس عندها الطاقة التشغيلية القادرة على مثل ذلك. لا
نحتاج إلى "عالم فيزياء" لكي نرى أن هذه فرصة للأموال السعودية أن تستثمر
لتحقق الربح والرخاء وتولد فرص العمل لشبابنا المتعطش إلى وظائف على مستوى
يليق به في صناعة الطيران والنقل. أين الخلل؟ لا أدري. علماً بأن تأسيس
شركة الطيران العربية - كما صرح بذلك مديرها في مقابلة تلفزيونية - لم
يستغرق سوى ستة أشهر.
|